جميلة ولكن حولاء
كانت تحب المدرسةوتعشق قراءة القصص.كانت صغيرة لم تتجاوز التاسعة من عمرها,ولكنها ما زالت تذكر كيف كان والدهايفتخر بها امام العائلة
ابنتي اسماء ذكية وستصبح يوما طبيبة مشهورة. ولكن هناك شيئ ما كان يعكر_صفو حياتها,كلمة تسمعها من المحيطين حولها حولا
تهمس جارتها في اذن امها: الم تعرضوها على طبيب اليس هناك عملية تجرى لعينيها للتخلص من هذا الحول؟
واخرى تقول: مسكينة جميلة ولكن الحول الذي في عينيها. كانت تحبس دموعها حين تسمع هذه الكلمة من اولاد الجيران حينما كانت تلعب معهم وتتشاجر معهم,تعود مسرعة الى البيت تنظر الى المراة وتقول في نفسها لماذا عيناي تختلف عن الاخرين؟
كبرت اسماء وصلت لمرحلة البلوغ وكبرت مشاعر الاستياء معها باتت تمعن اكثر في المراة وتحدق اكثر في عينيها ما زالت تذكر عندما كانت يوما تسرح شعرها الاشقر الجميل حينما عيرتها اختها وكانت قد تشاجرت معها كعادة الاخوات حينما يتشاجرن
وما نفع جمالك وانت حولا لن تجدي من يعجب بك ويتزوجك؟
يا الله ما اقسى كلمات اختها كان وقع الكلمات كالصاعقة احرقت مشاعر الود التي كانت تكنها لاختها وباتت تكرهها,نعم,تكرهها ولم ينته شعور الكره هذا الا عندما كبرت وتجاوزت مرحلة المراهقة
دخلت اسماء الجامعة لتدرس علم النفس تلك المادة التي عشقتها ولم تحقق حلم والدها بان تصبح طبيبة
كانت تخفي عينيها بنظارة سوداء.لم تمنع هذه النظارة من ان يعجب احدهم باسماء بدينها واخلاقها وحسنها
كم كانت سعادة اسماء كبيرة عندما جاءت والدة هذا الشاب مع اخته وعمته للتقدم لطلب يدها
سرحت شعرها,لبست اجمل الثياب خلعت النظارة بقلق وحيرة
.
ماذا سيقلن عني اكيد لن يعجبهن العيب الذي اعاني منه
سلمت عليهن باتت النظرات ترمقها,ها هي عمته تهمس في اذن والدته .شربن القهوة وبادرت امه قائلة
سعدنا بمعرفتك يا ام اسماء تسمحولنا بدنا نروح. ) نظرت والدتي الي( معلش يا اسماء ما الك نصيب فيه .ترغرت عيناها بالدموع ذهبت الى غرفتها تناولت نظارتها السوداء كسرتها لا بد ان اتخلص من عقدة العيب واخرج للناس كما انا
تخرجت اسماء من الجامعة عملت في احد المراكز الاجتماعية كانت دمثة الاخلاق الجميع يشهد لها بالادب
مرت السنوات واقتربت اسماء من الثلاثين وهي قانعة بحياتها ترى سعادتها في عيون الاخرين حينما تقدم لهم المساعدة وتساعدهم على تجاوز محنهم
جاءت المفاجأة طرق احدهم الباب وتقدم لخطبتها
ما شاء الله عليه!دين واخلاق وعلم,هكذا علّق والدها
انت تستحقين هذا يا اسماء
واخيرا وجدت اسماء من رضي بها كما هي
حدثت اسماء نفسها
احمدك يا رب, من يتوكل على الله فهو حسبه.